in

كتاب هرمس المثلث العظمة او النبي ادريس – لويس مينار

هرمس شخصية ضاربة في القدم يكتنف الغموض أصله وانتمائه العرقي. كل ينسبها إليه، فاليونانيون يعدونه يونانياً، والمصريون القدماء يعدونه مصرياً، والعرب يعدونه منهم (ادريس) كما أشار إليه القرآن وكذلك يدعي الفرس وغيرهم أنه هرمس منهم.

وله العديد من الاسماء التي لا تحصي فهو تحوت أو أخنوخ عند المصريين، هرمس المثلث بالعظمة أو ثلاثي العظمة أو هرمس الهرامسة عند الإغريق – هرمز ( عطارد ) عند الفرس – أنوش أو خنوخ عند اليهود – بوذا سيف عند الصابئه – النبي إدريس عند العرب والمسلمين تلك الصور والمسميات التي ظهر بها في تراث الأمم السابقه ولقب عند المصريين بالغامض المجلل بالأسرار – الصامت – رمز الحكمه والوقار – المتمرس في المعرفه – المطلع علي عالم السحر – وقال عنه البعض إنه شخصيه أسطوريه نسجت من عدة شخصيات حقيقيه وخياليه.

قال عنه المصريين أنه أول من كتب الهيروغليفية وقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أول من خط بالقلم ، وأول من تكلم في السحر ، وأول من تكلم في الفلك وسمي النجوم والأبراج وحدد مساراتها ، ولذلك سماه المصريين برب القمر وسمو بإسمه أول شهر في السنه القبطيه ( التقويم المصري القديم ) سمي شهر توت ، وهو كذلك أول من تكلم بالطب وصولجانه محاط بحَيًتان هو شعار الأطباء والطبابه للأن.

وإسمه ( تحوت ) أخذ من الإسم القديم للطائر أبو قردان ولذلك يصوره المصريين دائما علي صورة بشر برأس أبو قردان، ينسب إليه كتب كتاب الموتي أو متون الأهرامات بالإضافه لـ ( متون هرمس ) الذي بين أيدينا وبه عدة أبحاث في الفلسفة وما وراء الطبيعة ورسائل لإبنه أو تلميذه تات وتلميذه اسكليبيوس يطلق عليها الهرمزيه ومكتوبة باللغة الإغريقية ومصظبغة بصبغة من الأفلاطونية الحديثة تحدث عنها الفيلسوف ( كليمنت الإسكندري ) عن الإله وصفاته وقدراته وطرق الدعوه إليه والتدليل علي وجوده في أكثر الأفكار سموا عن صفات الإله أنتجتها قريحة المصريين بل البشريه جمعاء في تلك الفتره ، مما إتخذه البعض دليلأ أخر علي أنه رسول إن لم يكن هو النبي إدريس نفسه.

ويوجد ديانه الآن لها العديد من الأتباع تسمي الهرمسية ولهم أخويات كإخوان الأقصر الهرمسيون وإخوان النور الهرمسيون وينسب إليه أصحاب مذهب الكابالا اليهودي ( خليط بين التصوف والفلسفه والسحر ) الكثير من تعاليمهم واشتهر عنه مبادئ سبعة يشرح فيها الكون وموجوداته سميت بالمبادىء السبعة وهي :

  1. العقلانية: وهو ان العقل هو الشيء الوحيد الذي يمكن اثباته وهو الحق.
  2. التناظر: هناك دائما علاقة وتواصل بين جميع الظواهر.
  3. الاهتزاز: كل شيء في الكون يتحرك. لا يوجد سكون.
  4. الازدواجية القطبية: كل شيء ثنائي متضاد.
  5. التناغم: كل شيء يتدفق بتناغم.
  6. السبب ،النتيجة: لكل سبب نتيجة، ولكل نتيجة مسبب ،الكل يتم بحسب قوانين.
  7. الجنسين: لكل شيء جنسين، ذكر وانثى.
ولعلّ هذا التداخل والتضارب يعود إلى تلك المرحلة البعيدة من الاختلاط بين الشعوب التي كانت تعيش في البقاع التي كانت تشكل مركز العالم القديم: جزيرة العرب وامتداداتها بلاد الشام وبلاد الرافدين ثم مصر، وتلك المناطق الأخرى المجاورة، بلاد فارس واليونان.
ومع ظهور الاسكندر المقدوني، تلميذ المعلم الأول أرسطو، وبسط نفوذه على العالم المأهول آنذاك ورغبته في توحيد الأمم ضمن دولة واحدة وخلق دين واحد، أتيح لكافة المذاهب الفكرية والدينية أن تطرح ما لديها وتتلاقح فيما بينها. وهذا ما كان له الأثر الكبير في تداخل وتقارب الأفكار ونموها. فكان للجميع مساهمتهم. ومن هنا، ربما، كان لكل جهة أن تتبنى هذه الشخصية الشهيرة هرمس التي كانت على الأغلب بنت تلك المرحلة من الزمن، كما كان لها أن تدعي أن لها نصيباً في هذه النصوص التي تحتويها الكتب الهرمسية.
يتألف هذا الكتاب من قسمين: دراسة حديثة قام بها لويس مينارد محاولاً التوصل إلى أصل الكتب الهرمسية وهي تساعد القارئ في الدخول إلى القسم الثاني الذي يحتوي على النصوص المغرقة في القدم والمنسوبة إلى هرمس والتي يعدها بعض المفكرين بداية انطلاق الأديان اللاحقة التي عمَّت العالم وما تزال.
[download id=”137517″]

Report

اخبرنا برأيك ؟

201 نقاط
Upvote

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *